لمحة تاريخية

كتبت غالبية مخطوطات صحراء يهودا بين القرن الثاني ق.م وحتى القرن الأول ميلادي. خلال هذه الفترة, تنافست عدة الفئات اليهودية على مكانتها في القيادة السياسية والدينية للشعب اليهودي. تعتبر مخطوطات صحراء يهودا من اهم المصادر التاريخية التي توضيح تلك القضايا التاريخيه ومصدر لدراسة العلاقات بين اليهود والعالم المحيط بهم خلال تلك الفترة.

قائم لمدخل كنيس مزخرف بالشمعدان مصدره "أشتموع" (السموع), الفترة البيزنطية.
تصوير:
يورم لهمن
”المكتبة قديمة“ هذه هي المصدر الأولي الذي يمكننا من التمعن بنقطة معينة من الزمن في الديانات اليهودية والمسيحية القديمة. تلك المخطوطات تثري معلوماتنا عن مصدر الديانتين كما انها تغير طرق فهم الأيمان والعقائد الدينية عند اليهودية والمسيحية.

تعكس المخطوطات مختلف التيارات في الديانة اليهودية والفلسفة الدينية المعقدة خلال فترة سراج مزخرف بالصليب من بيسان, الفترة البيزنطية "يوسفوس فلافيوس" (يوسف بن ماتتياهو), مؤرخ يهودي من القرن الأول ميلادي بيت الهيكل الثاني. وقد أحدثت هذه المخطوطات الكثير من التغييرات في فهمنا للعالم الذي منه خرجت الديانات اليهودية والمسيحية القديمة. حقا, بعض من نصوص دينية يهودية او مسيحية لم تكن ضمن المخطوطات, إلا ان المخطوطات تعكس آراء وعادات كثيرة التي تظهر في الكتابات اليهودية والمسيحية من فترات لاحقة.

”المكتبة قديمة“ هذه هي المصدر الأولي الذي يمكننا من التمعن بنقطة معينة من الزمن في الديانات اليهودية والمسيحية القديمة. تلك المخطوطات تثري معلوماتنا عن مصدر الديانتين كما انها تغير طرق فهم الأيمان والعقائد الدينية عند اليهودية والمسيحية.
سراج مزخرف بالصليب من بيسان, الفترة البيزنطية

ساد الإعتقاد, قبل العثور على المخطوطات من صحراء يهودا, على ان المجتمع اليهودي أبان فترة بيت الهيكل الثاني كان موحدا. وقد اعتمد هذا الاعتقاد على مصادر تاريخية من تلك الفترة مثل "يوسفوس فلافيوس" (يوسف بن ماتتياهو) وكتابات لمؤرخين من اليونان وروما القديمة, العهد القديم وكتابات الكهنة. لكن اكتشاف هذه المخطوطات مكن من أجراء دراسة مجددة حول تلك الأفكار, خاصة الفئات اليهودية من بينها المنفصلين, والصديقين والأيسيين.

"يوسفوس فلافيوس" (يوسف بن ماتتياهو), مؤرخ يهودي من القرن الأول ميلادي

توضح هذه المخطوطات الخلافات الجوهرية بين تلك الفئات, والتي تبرز بمعتقدات وعادات مختلفة. أن جميع الفئات اتخذت كما يبدو التوراة مصدرا مركزيا ومهما, إلا انه من الممكن انهم اختلفو فيما بينهم في فهم الكتابات الدينية. بالرغم من ذلك, تشير المخطوطات المصنفة "كعلمانيه" على وجود خلاف جوهري بين الفئات الدينية المختلفة وخصوصا في ترجمة التوراة والعمل وفقا لها. هذه النصوص تزيد معلوماتنا حول تفسير التوراة في العصور القديمة وتأثيرها على الأحداث التاريخية, الأعتقادات والعقائد والأيمان. تشير النصوص الى أختلاف الرأي في مواضيع فلسفية مثل مكانة الهيكل والكهنة, تحديد التقويم السنوي وفهم عالم الآخرة (بعد الممات).

قوس النصر لتيتوس (نسخة من المتحف على اسم ناحوم جولدمان في تل ابيب). قوس نصر الذي يصف أحتلال القدس خلال القرن الأول ميلادي

حدثت الخلافات بين الفئات الدينية خلال فترة ذروة التوسعات للأمبراطورية اليونانية والرومانية, في ظل التدخلات الخارجية, ابتدأ من أحتلال الأسكندر المقدون حتى ثورة "بار كوخبا". كتبت غالبية المخطوطات خلال مائة عام لإستقلال الشعب اليهودي بقيادة الكهنة من عائلة الحشمونائيم. الخلافات السياسية الداخلية والخارجية زادت من الأعتقاد ان نهاية العالم قد اقتربت. وفقا لهذه الأحداث التاريخية كتبت المخطوطات ونمت النواة الأولى للديانة المسيحية واليهودية العلمانية.